كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



الهيجاء الخروج فتعلق به القاهر وقال:تسلمني؟
فأخذته الحمية وقال:لا والله ودخلا الفردوس وخرجا إلى الرحبة.
وذهب أبو الهيجاء على فرسه فوجد نازوك قتيلا وسدت المسالك عليه وعلى القاهر وأقبلت خواص المقتدر في السلاح فدخل أبو الهيجاء كالجمل ثم صاح:يال يخلت أأقتل بين الحيطان؟أين الكميت؟أين الدهماء؟فرموه بسهم في ثديه وبآخر في ترقوته.
فنزع منه الأسهم وقتل واحدا منهم ثم قتلوه.
وجيء برأسه إلى المقتدر فتأسف عليه وجيء إليه بالقاهر فقبله وقال:يا أخي أنت والله لا ذنب لك وهو يبكي ويقول:الله في دمي يا أمير المؤمنين وطيف برأس نازوك وأبي الهيجاء.
ثم أتى مؤنس والقواد والقضاة وبايعوا المقتدر.
وأنفق في الجند مالا عظيما (1) .
وحج الناس فأقبل أبو طاهر القرمطي ووضع السيف بالحرم في الوفد واقتلع الحجر الأسود (2) .
وكان في سبع مائة راكب فقتلوا في المسجد أزيد من ألف.
ولم يقف أحد بعرفة وصاح قرمطي:يا حمير أنتم قلتم:(ومن دخله كان آمنا (3))فأين الأمن (4)؟
وأما الروم فعاثوا في الثغور وفعلوا العظائم وبذل لهم المسلمون الإتاوة.
ووزر في سنة ثمان عشرة للمقتدر سليمان بن الحسن (5) ثم قبض عليه
__________
(1) " الكامل ": 8 / 200 207.
(2) " الكامل ": 8 / 207- 208.
(3) آل عمران: 97.
(4) قال رجل: فاستسلمت وقلت: إن الله أراد: ومن دخله فأمنوه فلوى فرسه وما كلمني. انظر " المنتظم ": 6 / 223 وسيرد الخبر في ص / 322 / من هذا الجزء.
(5) " الكامل ": 8 / 218.